مرض القلب ومرض السكري
مرض القلب ومرض السكري
يحدث مرض الشريان التاجي، ويُعرف أيضًا بـ "مرض القلب"، بسبب تراكم المواد الدهنية مثل الكوليسترول.
تتجمع هذه الكتل الدهنية في الشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تنقل الدم في أنحاء الجسم. تتسبب الكتل الدهنية في تخثر الدم في جدران الشرايين. مما يعني مرور القليل من الدم، وبالتالي القليل من الأكسجين، عبرها. تُسمى هذه العملية بالتصلب العصيدي ويُشار إليها عادةً "بتصلب الشرايين".
ويمكن أيضًا أن يساهم ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم لفترة طويلة وارتفاع ضغط الدم في تصلب الشرايين.
ويمكن أن يؤثر ذلك على أجزاء الجسم التالية:
- القلب، مما يمكن أن يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو الأزمة القلبية
- القدمان والساقان، حيث يتقيد إمداد الدم لهذين الجزأين (يُسمى مرض الأوعية الدموية الطرفية)، مما يمكن أن يسبب ألمًا في الساقين عند المشي
- المخ، مما يمكن أن يؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة، تُعرف عادةً بـ "السكتة الدماغية المصغرة"
يُوصى بأن يقوم جميع الأشخاص ممن هم أكبر من 40 عامًا بفحص جهازهم القلبي الوعائي بانتظام. ويمكن أن يتمّ ذلك مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. سيتمّ قياس وزنك وفحص ضغط دمك وإجراء فحوصات دم لك. وإذا كنت تعاني من مرض في جهازك القلبي الوعائي أو مرض السكري، فأنت من فئة الخطر المرتفع. وإذا كنت تعاني من مرض السكري، فأنت من المحتمل من مرتين إلى ثلاث مرات في المتوسط أن تصاب بأزمة قلبية مقارنة بالأشخاص ممن لا يعانون من مرض السكري.
عوامل الخطر
ارتفاع ضغط الدم
ينبغي ألّا يتجاوز ضغط الدم الطبيعي 90/140 (أو أقل إذا كنت تعاني من مشكلات الكلية).
إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع الأول، فليس من المرجح أن تصاب بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالشخص الذي يعاني من مرض السكري. والاستثناء الوحيد هو إذا ما كنت تعاني من مشكلات الكلية أيضًا.
يُعدّ ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا في المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني مقارنة بعامة الناس. وقد يعاني بعض المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني من ارتفاع ضغط الدم قبل تشخيصهم بمرض السكري.
قد لا تظهر عليك أعراض تدل على ارتفاع ضغط الدم. ولهذا السبب، من المهم مراقبة ضغط دمك وفحصه بانتظام.
ارتفاع الكوليسترول
ينبغي فحص كل شخص أكبر من 40 عامًا ويعاني من مرص السكري من أجل ارتفاع الكوليسترول، وعادةً ما تُقدم الأدوية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في هذه الفئة العمرية. تُعدّ الستاتينات الأدوية الأكثر استخدامًا ويمكنها الوقاية من الوفاة المبكرة المرتبطة بارتفاع الكوليسترول؛ يهدف العلاج إلى تقليل معدل الكوليسترول العام لأقل من 72 مجم/ديسيلتر (4 مليمول/مول).
إذا كنت تعاني من مرض السكري، فينبغي لك محاولة تقليل مقدار الدهون في نظامك الغذائي، ولا سيما إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول. ويمكن لاختصاصي التغذية الخاص بك تقديم النصيحة لك بهذا الشأن.
إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع الأول لأكثر من عشر سنوات، فيوصى بأن تتلقى الستاتينات بغض النظر عن مستوى الكوليسترول. وذلك لأن الستاتينات ستساعد في وقاية بطانة الأوعية الدموية من الانفجار، وهو الأمر المرجح حدوثه مع الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول لعشر سنوات أو أكثر.
مستوى الجلوكوز في الدم
يمكن لارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم لفترة طويلة أن يدمر القلب وأن يزيد من ترسيبات الدهون في جدران الشرايين. ويمكن أن يزيد ذلك من مخاطر الإصابة بمرض القلب.
ينبغي فغالبية الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أن يعملوا على أن تتراوح مستويات HbA1c لديهم بين 6.5 إلى 7.5% (48 –53 مليمول/مول) لتقليل خطر الإصابة بجميع المضاعفات المرتبطة بمرض السكري.
قد يتفق فريق رعاية السكري الخاص بك معك على هدف مختلف قليلًا، استنادًا إلى وضعك الشخصي وأي عوامل ذات صلة.
التدخين
يضاعف التدخين بكثرة من خطر الإصابة والوفاة بسبب مرض القلب. وإذا كنت حاملًا، فيمكن للتدخين أن يضرّ بطفلك.
يقدم الأخصائيون الكثير من الدعم الذي يمكنه مساعدتك في التوقف عن التدخين. يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك أن يناقش معك أساليب مختلفة مثل مضغ علكة نيكوتين، ويمكنه تقديم معلومات لك حول الخدمات المتوفرة لمساعدتك في التوقف عن التدخين.
الكحول
يمكن أن يسبب شرب الكثير من الكحول عدة مشكلات صحية:
- يمكنه رفع مستويات بعض الدهون في الدم مثل الدهون الثلاثية.
- يمكنه التسبب في ارتفاع ضغط الدم والسمنة.
- يمكنه التسبب في مشكلات خطيرة في القلب وزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية.
ترتفع السعرات الحرارية في العديد من المشروبات الكحولية. ينبغي لك التقليل من الشرب إذا كنت تحاول فقدان الوزن. ويرتفع المحتوى الكحولي في البيرة منخفضة السكر ولا يوصى بها، ولا سيما إذا كنت تتلقى أنسولين.
لا يزيد حد الكحول الموصى به للرجال والنساء عن 14 وحدة في الأسبوع شاملًا يومًا أو يومين دون كحول على الأقل.
التمرينات الرياضية
يضاعف نقص النشاط البدني بشكلٍ عام من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية في الإصابة بالسكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ انعدام النشاط عاملًا في الحالات الصحية التالية:
- السمنة
- ارتفاع ضغط الدم
- ضعف الدورة الدموية
- ارتفاع الكوليسترول
- عدم القدرة على الحفاظ على ثبات مستويات الجلوكوز بعد استهلاك الكربوهيدرات
التوتر
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق لديهم مستويات جلوكوز في الدم أعلى من الآخرين. وربما يرجع ذلك جزئيًا إلى هرمونات التوتر التي تجعل الجسم يفرز الجلوكوز في الدم.
عندما يعاني الجسم من التوتر، تحفّز الغدة الكظرية (الغدة فوق الكلوية) فرز الجلوكوز المخزن في الأعضاء المختلفة، مما يؤدي عادةً إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في مجرى الدم. وهذا ما يجعل التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم أكثر صعوبة.
ويرتبط التوتر بارتفاع ضغط الدم وزيادة ترسبات الدهون في الشرايين وضعف جهاز المناعة.
يوجد عدة أنواع من التوتر. لا ينتج التوتر دائمًا بسبب مشكلة عاطفية، مثل القلق أو الخوف أو الاكتئاب. فقد ينتج أيضًا عن سبب بدني، مثل الألم أو المرض أو حادث. ويمكن أن تكون الفجيعة أو الصراع مع الآخرين أو متطلبات الحياة بشكلٍ عام سببًا للتوتر أيضًا.
بالتالي، فالتوتر هو أي شيء يقوم بتغيير تحكمك في جسمك ومشاعرك.
قد يكون من الصعب العيش مع حالة مزمنة مثل مرض السكري. وقد تشعر بالارتباك بسبب متطلبات محاولة الاعتناء بنفسك.
تدابير وقائية
لتقليل خطر إصابتك بمرض القلب، ينبغي لك العمل على ما يلي:
- الحفاظ على مستوى HbA1c المستهدف
- الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن
- تقليل تناول الأملاح والدهون المشبعة
- عدم تناول أكثر من حد الكحول الموصى به أسبوعيًا
- ممارسة التمرينات لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام في الأسبوع
- الامتناع عن التدخين
- حضور مواعيد المراجعة السنوية
- حضور جميع العيادات المتخصصة والدورات التثقيفية المتوفرة
- التأكّد من تناول جميع الأدوية حسب التوجيهات